mardi 12 avril 2011

الرد على إرهاب الثقافة و الفنون

الرد على إرهاب الثقافة و الفنون

توصل الفنانون المشاركون في مهرجان موازين برسالة من حركة ٢٠ فبراير،  رسالة، بحجة الدفاع عن الشباب و الحداثة و الحرية في المغرب و الرغبة في مناهضة الرشوة و الفقر في المغرب، تدعو الى مقاطعة مهرجان موازين.  
و هذا النداء ليس في الواقع سوى فعلا ارهابيا تجاه الفن و الثقافة، يتضمن عددا هاما من المغالطات و قدرا وافرا من العبثية و التشهير. 

١. هؤلاء الاشخاص لا يمثلون اغلبية المغاربة
يصرح الموقعون الاربعة على الرسالة بانهم يتكلمون باسم اغلبية المغاربة و هذا كذب لان الحركة التي ينتمي اليها الموقعون لا تضم سوى ٤٠٠٠٠ فردا في شبكة انترنيت ولا يجوز لها ان تكون  لسان حال اغلبية المغاربة. تلك الاغلبية التي يعبر عنها مليونان من المتفرجين و ٢٠ مليونا من مشاهدي التلفزيون ممن يلبون دعوة المهرجان و يتواعدون معه كل سنة.

٢.  المبررات التي يقدمها هؤلاء الموقعين لمقاطعة المهرجان هي في نفس الوقت عبثية و غير معقولة  
اذا تتبعنا منطق الموقعين الاربعة على الرسالة فإن الفنانين مذنبون و مسؤولون بالمشاركة في وفاة اطفال البوادي و  في نقص التآطير في المستشفيات و في الفشل الدراسي ل ٣٦٠٠٠٠ طفلا و في نقص المستشفيات و المدارس….
اذا تتبعنا منطقهم، لا يجوز لاي مبادرة خاصة  و لا لآي مورد مالي خاص آن يستثمر في الفن آو آن يدعمه. و كيف لمهرجان موسيقي ان يكون مسؤولا كل المئاسي بالمغرب، و كيف لمهرجان ان يحل محل كل الوزارات المعنية ، و لماذا لا يحق للثقافة ان تستفيد من مبادرات لفائدة  مواطنينا  ?
و بدعوى ان المال المبذول للمهرجان كان من الممكن ان ياتي بحل لكل مشاكل المغرب، لا يبحث هؤلاء سوى عن وآد كل المبادرات الثقافية و الفنية التي يصرف فيها ادنى درهم.
٣. الآمر لا يتعلق ب "مبالغ باهضة" تستثمر في المهرجان 
    حسب الارقام المتوفرة حاليا، فإن ميزانية  المهرجان تتراوح ٦٢ مليون درهما (اي ٧،٩  مليون دولارا) تآتي اساسا من موارد خاصة، منها فقط ٤ ملايين درهما (اي ٥٠٨ الف دولارا) من الموارد العمومية. هل فعلا ٤ ملايين درهما هي التي ستساعد على بناء الطرق و المدارس و المستشفيات? هل ٤ ملايين درهما هي التي ستضع حدا لمشاكل الوفيات و الفشل المدرسي?  

بحساب بسيط ، يمكن لنا ادراك حجم العجز في الاستثمار التقافي : بحيث يبين قانون المالية ل ٢٠١٠ ان ٧٨ مليار درهما (٩،٩ مليار دولارا) خصصت للتربية الوطنية و الصحة و الطرق، بينما خصص للثقافة ٧١٠ مليون درهما (٩٠ مليون دولارا ) اي ٠،٣ في المائة من الميزانية العامة. اما ميزانية المهرجان فتمثل ٠،٠٢٨ في المائة من ميزانية الدولة لا يمثل فيها اسهام الموارد العمومية سوى ٠،٠٠١٨ في المائة بمعدل ١٣ سنتيما (اقل من ٢ سنتا من الدولار) لكل فرد في السنة،
لكن وراء اثارة مسآلة  ميزانية المهرجان، فإن الموقعين يهدفون ألى بعث الشك و الريبة حول كل مبلغ مالي يستثمر في الثقافة، وحرمان المغاربة من حق مشروع في الترفيه و الفنون.

٤. اذا تم الغاء مهرجان موازين، سيتحمل تبعات ذلك الفنانون و المواطنون و التجار
   عشرات الفنادق و شركات النقل و المطاعم و مزودي الخدمات يستفيدون من المهرجان الذي يوفر لهم موردا إضافيا هاما خلال فترة المهرجان. مئات الفنانين المغاربة يعيشون كذلك من هذا المهرجان الذي يشكل منصة للتعبير عن فنهم حين تندر فرصة ذلك بالمغرب.

بإلغاء المهرجان ستحرم ألاف العائلات من مدخولها خلاله. و ستحرم الملايين من المتفرجين و المشاهدين من متعة الترفيه و فرصة اللقاء بفنانيهم المفضلين،
و قد نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان على ان " لكل شخص الحق في المشاركة الحرة في الحياة الثقافية للجماعة وآن يستمتع بالفنون"
بدعوى الانفتاح و التحرر. هؤلاء الشباب الذين يتبجحون بالديمقراطية، يدعون في الحقيقة الى الظلامية و القضاء على الثقافة  في المغرب،
٥، بالهجوم على مهرجان موازين و على الفنانين الذين يشاركون فيه. هذه الحركة تهاجم حرية التعبير و حرية الفكر
هذه الحركة التي تدعي الديمقراطية تلجآ الى اساليب و دفوعات تشبه ما تستعمله الديكتاتورية عبر التشهير و التخويف.
كيف يمكننا ادعاء  الديمقراطية و حب الحرية و في نفس الوقت اتهام الفنانين بالمشاركة المذنبة في كل مصائب المجتمع   ?
كيف ندعي التفتح و الحداثة بينما تبحث عن فرض نموذج آوحد للفكر ?
كيف نقول بالانتماء لشباب ديمقراطي بينما نصيغ التهم و التشهيرات تجاه الفنانين و منظمي المهرجان ?
نحن لا نريد ديمقراطية تفرض فيها آقلية ايديولوجيتها التي تعتبر الفن و الثقافة من سقط المتاع و لا فائدة منها، لا  نريد ديمقراطية تتمكن فيها آقلية من التشكيك في كل مواطن بمبرر انه يساند الثقافة. لا  نريد ديمقراطية تفرض فيها آقلية ابتزازا مستمرا للاغلبية.
خلف هذه الديمقراطية المزعومة تختبيء الفضاعة المسماة ديكتانورية: لا نريدها إذن.
يجدر بهذه الحركة الشبابية  ان تفكر مليا بقراءة الفصل ٢٩ من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الذي  ينص على ان: "من خلال ممارسة حقوقه في التمتع بالحريات٫ لا يخضع اي شخص إلا للتحديد القانونين و بغرض احترام حقوق و  حريات الأخرين و بغية تلبية متطلبات عادلة للآخلاق و النظام العام و الرفاة العام في مجتمع ديمقراطي"  

ايها المواطنون الاعزاء، فكروا في كل هذا
و ليعمل كل منا بطريقته على الدفع بوطننا في اتجاه الديمقراطية الحقيقية، ديمقراطية الحرية
ساندوا مهرجان موازين و لا تدعوا الظلاميين يستآصلون الفنون و الثقافة وهي وسيلة التعبير الديمقراطي.

1 commentaire:

  1. ceux qui sont contre les festivals ont la vision plus qu'étroite, ils savent pas que les touristes qui viennent assister au concerts prennent des chambre d'hôtel? circulent en taxi ou en voitures de locations, mangent dans des restaurant? tout ça n'est pas un plus pour l'économie du pays? ils savent pas que ceux qui payent les places sont ceux qui financent les concert, que les sponsor font de même, et que, en final, ce n'est pas "le peuple" qui paye les artistes, les scènes etc...
    llah yhdi makhle9 wsafi.
    a wddi

    RépondreSupprimer